بيروت
القاهرة. شارع طلعت حرب. بعد الفطار بنص ساعة. جعانة موت. على بعد ناصية من مكتبي في محل مناقيش. أخيرا المناقيش في القاهرة. العجينة أطرى من اللازم والشنكليش مالح جدا السجق مش أكتر من لحمة مفرومة مع بهارات.
أحن فجأة لأبو أيلي الي كنت باكل من عنده ساندويشات السجق الأصلي في مار ألياس. بشكل يومي كنت بعصب على ستي لأنه مش قابلة تفهم أني ما باكل لحمة وبعدين انزل لعند أبو أيلي بالسر. مين قال انه السجق لحمة؟ لما مات أبوي حسيت أنهم أنتزعوني من بيروت كمان مرة. خفت ما أرجع وخفت لو رجعت ما يكون ألي مكان ببيت ستي. بعد سنة بالظبط رجعت. وقعدت بال كان أبوي يقول عليها "مناطقهم". الاوتيل الكتير فخم الي قعدت في على حساب الشغل كان بيطل على البحر. غرفتي عالية على الجبل والبحر قدامي. كل يوم الصبح بفتح البرداية وبطل على المنظر وبمنع نفسي من السؤال حوالين هل راح أشوف البحر من فوق جبل كمان مرة ولا هاي أخر مرة.
تفاديت أي محاولة للأتصال ببيت ستي. ما بدي توتر وأنا بنص دين الشغل. بعد انتهاء المؤتمر رجعت. أخدت هدايا للاولاد وقنينة ويسكي لعمي. ورحت على البيت بالسيارة المستأجرة. ما في شي أتغير. بالزيارة الأخيرة ما أنتبهت على الشارع منيح كان كل همي أعرف أبوي أتأخر على الطيارة ولا متل ما كان قلبي بيقول لي. بالأخر طلع متل ما قلبي قال بس مبدأيا ما في شي اتغير.
بالبيت كان الأستقبال عادي لدرجة مريحة جدا. فرح عمي بأني رجعت عادي. تعرفي على مرت أبن عمي لأول مرة عادي. حتى مرض أبنها المفاجئ ونزلتنا ركض لعند الدكتور عادي. أما الي قتلني تماما فكان كلمة عمي العابرة "نضفنا غرفتك على فكرة. راح تنامي هون الليلة؟" شو حلو العادي أحيانا.
يلا بكرة رمضان بيخلص ولأول مرة بمصر بيصير عادي أنه أشتري منقوشة كل يوم الصبح وأنا رايحة الشغل. بس معقول في منقوشة بلا بحر وجبل؟
