Alexandria-Beirut

Name:
Location: Egypt

Totally lost in the Mediterranean


Saturday, January 28, 2006

فيلم ايطالي أبيض وأسود


صداع ومغص
رجليا بتحن لمية البحر المتلجة قبل الفجر بشوية وراسي بتحن لسرير غريب نايمة فيه لوحدي بأمان
قهوة كبيرة جدا ومضلمة تقريبا وانا قاعدة في ركن منها قرب الصبح
ليه كل ذكرى سعيدة بجد وكل مرة تكون الحياة ماشية لمدة دقايق أو ساعات زي ما انا عايزة بشوفها زي لقطة من فيلم أيطالي أبيض واسود
وليه في المقابل الفيلم ده أضائته فاقعة قوي ونوره بيخدش عيني
في كل المشاهد الأبيض وأسود في أصدقاء بس حتى في المشهد الوحيد الي أنا فيه لوحدي (على تربيزة فطار قدام شباك كبير بيطل على البحر الي أنا لسا سايباه من ساعات قليلة جدا) كنت في حالة ونس. يقين قاطع انه الدنيا أمان جدا وانه الأصدقاء على بعد رنة تليفون
الموسيقى الداخلية لوي أرمسترونج بالتأكيد, دانسينج تشيك تو تشيك يمكن؟ ولا نات كينج كول في أنفورجتابول القديم. مزيكا مغطية على الحوار أو بداله أساسا
هنا مفيش موسيقى تصويرية. فيه شريط صوت مزعج من مشجعين الكورة الي كنت منهم بس مش فايقة لهم النهاردة وقناة أطفال بتزن من الصبح وقطة مش بتشبع عمالة تنونو بعد تالت وجبة في اليوم
وانا نفسي الساعة أربعة الفجر تيجي. القهوة الي تحت البيت تقفل. والشارع يرجع أليف تاني. يرجع خلفية محايدة ينفع أرسم عليها فيلم أيطالي أبيض وأسود

Tuesday, January 24, 2006

أخيرا

كان يوم غريب وكنت فيه وحدي
وكان خيالك طيف وبيعدي
دلوقتي روحي أنا بيدي
*ومن غير أيديك بعرف أنام
من قصيدة مغناة لمحمد خير*

Sunday, January 22, 2006

عنف وفوضى وأشياء مشابهة

هذا النص مقابل أدبي لنص بنفس الأسم في مدونة سولو
أصعد الدرج وأدق الأرض بأقدامي عمداً . لم أنجح أبدا في أشعارك بالفرق بين الخصوصية والسرية . أنا أتي اليك . لا أتسلل الى غرفتك بل أعود الى مكاننا الخاص
فقط عندما تفتح الباب تهاجمني الرغبة في الإختباء في صدرك بالذات . أتنفس رائحتك . أجزم لك أن بأمكاني البقاء على صدرك للأبد . بالذات هذا الصباح . ولكن على أيضا , واليوم بالذات , ان أنزع نفسي منك سريعاً
أنه يومنا الأخير إذاً . الصباح الأخير لنا معاً . هكذا انت قررت . لن أرجوك لا أعرف على وجه اليقين إن كنت أرغب حقا في محاولة الأستمرار . ما أعرفه الأن فقط هو أني أتمنى ان تدوم هذه اللحظة . علي أن أحفظ كل تفاصيلها
أجلس على طرف السرير فتخلع عني حذائي . هل تدرك كم يكون سيري مرتبكا في طريفي إليك وكم الأعتناء الذي تناله قداماي لأنهما أول ما سيتعرى أمامك من تفاصيل جسمي . أخلع الجاكيت الأزرق الذي أرتديه اليوم فقط لتذكرني دائما كما كنت انت تحب . أعلقه بعناية شديدة على المشجب فيجب أن تكون الصورة التي سأحفظها مثالية في تفاصيلها
عندما أستدير تكون انت قد خلعت قميصك . تحرمني كالعادة من متعة فك الأزرار
تخلع انت عني تنورتي وتحيط خصري بذراعيك. اقبلك لأمنع كلاما قد تقوله عن أن آخراً غيرك سيكون أكثر ملائمة لي وانك بحاجة لتواصل من نوع أخر مع غيري وأن علاقتنا - على جمالها كما تقول ربما من باب الشفقة - مدمرة لكلانا
أرمي بقية ملابسي على الأرض غضباً ويبدو أنك لم تنتبه للغضب في حراكاتي . أعشق نور هذه الغرفة في الصباح . ضوء بالكاد يكفي لأتبين كل تفاصيلك ولكنه خافت بما يكفي لإكساب وجوهنا مسحة رومانسية أو شهوانية, لا فرق إطلاقا في هذه اللحظة
ترفع الغطاء السميك للإختباء تحته من البرد . لا أشعر بالبرد . ألم تنتبه أبدا أن اذناي ملتهبتان كعادتي عندما اتوتر . أختبىء مرة أخرى تحت الغطاء معك . أدفن وجهي في كتفك
هل تشعر بشغف قبلاتي وتأنيها اليوم بالذات ؟ هل تصلك رغبتي في الوصول الي كل ما قد لا أكون قد وصلت له من قبل في جسمك . يتحسس لساني طرف فمك وعيناك . تبتسم . واثق انت في تأثير أبتسامتك على الجميع
تحب رائحة المطر على رقبتي . ترسم بيداك وشفتيك خارطة جسدي كما رسمتها أنا لك دون ان تدرك بزيوتي العطرية وخلطات سحري التي أستعين بها لأحتفظ بإدمانك علي
أريد أن أراك من أعلى . أريد أن أحفظ ملامحك حقا . هل تخشى أن أكرر تفاصيلنا مع غيرك؟ لا تخاف فتلك التفاصيل تستلزم شخصا يأس من فهمي كما يأست أنت . هل يخفى عليك حقا أن كل التواصل الذي ننجح فيه هنا هو جائزة ترضية نمنحها لأنفسنا عوضا عن فشلنا المتكرر في حل ألغاز نفسينا ؟
تفتت كل ما سيبقى لي منك . تعلن بثقة ان كما ما كان لم يكن حباً وان كل ما سيبقى لي ليس حبا . لا . لم أتواطأ معك فالتواطؤ يعني عندي الوعي بأني أصنع معك شياء محدداً . وانا فقط أحببتك بالطريقة الوحيدة التي أعرفها
عندما يأتي غيرك - وهو قطعا سيأتي - سأحبه أيضا وإن كان بشكل مختلف, ولكن هذا لن يكون إلا لأن تفاصيلنا ستكون مختلفة
أغمض عيني على صورتك التي أتمنى الأحتفاظ بها . وجهك في أعلى حالته قبولك لي
نعم سيرتعش جسمي كلما أذكر لمساتك . ستنقبض أجزاء مني أكتشفتها معك وسأبكي غصبا من نفسي لأني رغبت في من لم يفهم من إنفعالاتي سوى تلك الأنقباضات
أعلم أني عندما أخرج من هنا سيكون وجهي مبتسما رغماً عني وسأحاول بكل طاقتي أن أكتم بكائي كما أكتمه الأن . من ضمن الفشل الكثير الذي طبع هذه العلاقة , فشلت في جعل لقائنا الأخير هو الأكثر تميزاً . لا بأس . لن يكون هناك أبدا ما هو أسوأ من أني فشلت في كشف أسرار علاقة كنت أنا نفسي أحد أطرافها
في طريق عودتي الى المنزل أتخبط بين رغبة في رمي هاتفي المحمول كي يصبح من المستحيل الأتصال بك وبين رغبة في تحقيق طلبك . رنة كي تطمئن على وصولي . بارع أنت فعلا في إضفاء لمسة حنان أخيرة على إحتفالية قتلي

Sunday, January 15, 2006

زارني لبنان

أتت م. أحضرت لي لبنان في حقيبتها
لحمة مدقوقة حولتها في مطبخي لفراكة وكبة نية, كتب من دور النشر لبنانية لكتاب من أنحاء العالم, زجاجة عرق, بقلاوة, نشرات عن المقاطعة ومقاومة أنصار أسرائيل في لبنان, قصص عن سهى بشارة وكفاح عفيفي وأنور ياسين, أبطال مقاومة همشت لأنها لم ترتدي عمامة الدين
جائت لي أيضا ببعضا مني. لهجتي الأصلية التي أشتاق اليها, أغاني من طفولتي, حافظة نقود مطرزة في المخيم
م مثلي, ابنة المناطق الحدودية. ونحن أبناء المناطق الحدودية قلقون بالفطرة. تضيع هويتنا بين ما نحس وما نجبر عليه. نجبر مثلا أن ننسى ان صور كانت تابعة للواء صفد وان فلاحين مرج عيون كانو يعملون في حصاد مواسم الزيتون في قضاء عكا. علينا أن نسلم الأن ان
الفلسطينين أغراب وان أسرائيل قد تكون صديقة
أتت م أيضا بحكايات تحفر في نفسي أكثر وأكثر النقوش التي رسمتها غربتي أغلب سنين عمري. حدثتني عن رؤى مغايرة لشخصيات أردتها انا رموزا لهويتي الوطنية كما رسمتها عن بعد. سمير قصير الذي بكيته كما لم أبكي شخصية عامة من قبل حطمت لي جزء من صورته وجبران تويني الذي لا أحمل له أي مشاعر أو معرفة حقيقي سوى كأسم رسمت له صورة أكثر رأفة. أربكني أدراكي المتأخر جدا أني لا أختلف كثيرا عن الذين يقيمون في ميشيغان في القرن الواحد والعشرين ويتحدثون عن لبنان ما, أخذت أخر صورة في حوزتهم له عام 1920
نعم أنا أحفظ شارع الحمرا وشارع بليس وما بينهم حجرا حجرا. نعم لا يزال لي في بيروت أعمام ومنزل وقبر أبي ونعم لا تزال لبنان هي البلد الوحيد الذي يعتبرني مواطنة كاملة الأهلية بلا ملاحظات في الأوراق الرسمية. ولكني هبطت الى أرض الواقع وأدركت ان الوطن سيبقى بالنسبة لي زيارة من م, ونميمة ليلية مع كاسة المتى التي لا تنتهي
أغضب فجأة على أبي وعلى الهجرة وعلى الحرب وعلى كل ما جعل لي وطنا بعيدا الى هذا الحد وأعود فأقول أننا شعب أدمن السفر وان فكرة الوطن في حد ذاتها قديمة ومستهلكة فلما أطوق لها وانا من أعرف نفسي دوما بأني أبنة العالم؟
سؤال عبثي كأغلب أسألتي هذه الأيام. يكفيني في الوقت الحالي أن أمارس "مواطنتي" مع صحن تبولة عندما أعود الى منزلي في القاهرة

Thursday, January 12, 2006

روليت روسي

لعبت روليت روسي وربحت
رصاصة واحدة في خزنة المسدس. تلف الخزنة وتضغط على الزناد
باك أو بوم! لا فرق
لا فرق كبير بين ان تربح أو تخسر فقد أوصلك العبث لدرجة أن تلعب روليت روسي
ولكني ربحت
باك
وأتهاوى على مقعد من كل ما غامرت به. حياتي بكل تفاصيلها. والرصاصة تتماهى في الصنم الذي صنعته وعبدته
يوقظني الطنين في رأسي. اعرض الأنسحاب من أدماني
أمس أمشي تحت المطر. أتذكر "يبكي ويضحك لا حزنا ولا فرحا" ولكن ضحكي يكاد يكون فرحا هذه المرة
مغلقة كل الأماكن التى أردنا الاحتماء من المطر فيها وكأن السماء تدفعني أن أقف تحتها لأغتسل بمائها منك يا خطيئتي الأجمل
حمقاء انا فلا زلت أراك الأجمل بينما الأرواح الصديقة من حولي رائعة الجمال. بينها في هذه الليلة بالذات الروح التي تغفر
الروح التي هي قطعا أجدر بمكانتك. الروح التي تتعذب بنزواتي وجنوني والقادرة على الغفران كأله حق
يلفك ضباب من البعد والشعر وذكريات زينتها لي الوحدة فتصبح أجمل من حقيقتك, كوطني البعيد وطفولتي على الجبل في صيف بحمدون. كأبي بعد موته
لا تسمح لي الروح الأجمل بالأعتذار عن خطيئة تقديسك. فقط ترعى ألم فطامي عنك. وانت تعلم كم هو مؤلم لأني أعرف أنك رغم كل جبروت ألوهيتك تتألم مثلي

Saturday, January 07, 2006

ماري

ماري دخلت أمبارح في غيبوبة. ماري عمرها 19 سنة وطالبة في كلية الزراعة. عندها سرطان في جذع المخ. ماري أكيد حتموت في الأيام الي جاية. وانا قاعدة هنا مستنية موتها وأنا مخنوقة فوق الوصف. وبما ان المكان ده للبعبعة الشخصية فأحب أقول هنا اني مخنوقة ومش عارفة أشتغل ومش عارفة أعيط. كل الي جاي في بالي أن بنت رقيقة جدا عمرها 19 سنة بتموت واني لأول مرة مش قادرة فعلا أقول لناس بحبهم, متقلقوش أنا حتصرف

Tuesday, January 03, 2006

أحنا مش عنصريين, هما الي أغبيا


خمس سنين ونصف أعمل مع اللاجئين. خمس سنين ونصف أبداء الحوار معهم بتشككهم اني سأتفهمهم وأحترمهم لأني "مصرية" فأرد بأني لست مصرية ليبدو عليهم فورا بعض الأطمئنان النسبي. سمعت منهم طوال تلك السنوات عن تعرضهم للتحرش في الشوارع وفي المترو احيانا. كنت أصدق ولكني لم اكن استوعب. عندما قال لي بعضهم "أنت مش زي التانيين" كنت أعتقد ان ذلك من قبيل المبالغة والمجاملة. عندما كانوا يقولون شكرا على ما فعلتيه من أجلي كنت أجيب صادقة أنني لا أقوم سوى بأجرائات روتينية في حدود عملي, كان على أي شخص أخر في وظيفتي أن يقوم بها. لم اكن فلتة لقد كان هذا هو الشكل السائد للتعامل بين زملائي وبين اللاجئين. أخبرني الزملاء في أول أيامي في الوظيفة اننا هنا في خدمة اللاجئين. لم يكن هذا هو موقف المنظمة التي نعمل بها لكنه كان موقف مجموعة الفتيات الاتي كانت وظيفتهم تحضير ملفات حالة للاجئين. منظمة صغيرة تابعة بشكل ما للأمم المتحدة وان لما تحمل حروف يو أن في أسمها. في التدريب على المهنة قالت المدربة الأمريكية جملة لا أذكرها الأن ولكني أذكر أنها أدهشتني ودفعتني لسؤال "ألسنا هنا في مهمة أنسانية؟" ردت المدربة فورا على سؤالي بشخرة أسكندراني أصيلة وضحكت المديرة بصوت عالي. شرحوا لي اننا مجرد منظمة تنفذ المشاريع التي نكلف بها من قبل جهات مختلفة وان هناك الكثير من الأموال مخصصة لمشريع الأغاثة كما ان العديد من منظمات "الأغاثة" تتنافس عليها وقد ربحنا هذا السباق في منطقة الشرق الأوسط ومصر تحديدا وعلينا الحفاظ عليه
عندما توالت عليا حالات اللاجئين الذين تعرضوا لأنتهاكات نفسية جسيمة بشكل أعاق قدرتهم على أتمام المقابلة أحيانا أقترحت أن نبدأ في تحويلهم للمستشفيات والمراكز النفسية المجانية. قوبل طلبي بتفهم في بداية الأمر ثم نوقش ووصلت الأدارة لقرار انه ذلك سيشجع اللاجئين على طلب خدمات مننا فرفض أقتراحي. أستمريت في تحويل الحالات النفسية الحادة لمركز النديم
بعد ما يقرب من خمس سنوات في هذه الوظيفة قررت اني لا أقدم أي خدمة وعليا التوقف عن تلقي مرتب كبير بينا يدخلونا عليا يوميا يدارون ثقوب ملابسهم ويحتارون في تحديد عنوانهم بين العناوين التي طردوا منها والتي يقيموا فيها مع الأقارب والأصدقاء
في الأيام الأخيرة لي في المكتب حسمت قراري بسبب أختين من الصومال أعتدى عليهم والدهم وحاول أجبارهم على العمل في الدعارة. ومع ذلك ساهمت المفوضية العليا لشوؤن اللاجئين في أعادتهم له مرتين
اليوم اعتذر للفتاتين. واعتذر لكل دينج ومالوال ومهدي عرفته طوال خمس سنوات عشت فيها مرفهة على حساب أستخدامهم ككروت في لعبة السياسة. الأعتذار لا يكفي ولكنه كل ما أملك. اليوم أدرك فداحة ما قاله صديقي عندما واجهته بحقيقة عنصريتنا فقال "أحنا مش عنصرين هما الي أغبيا" أسفة أني ضحكت يومها. ولكنه في الأغلب على حق. كلنا أغبياء عندما أعتقدنا ان منظمات الأغاثة والأمم المتحدة أنسانية وان البوليس مهمته حماية البشر وأن قتل النفس ليس هين. وأخيرا أعتذر عن سخف وعبثية ما أكتبه ولكني ولمدة أربع أيام فشلت في الأعتذار بشكل يليق بفداحة ما حدث فكان لا بد من هذا على أقل تقدير