Name:
Location: Egypt

Totally lost in the Mediterranean


Wednesday, December 13, 2006

أسترسال علني





أعود لركوب القطار مرة اخرى. بلا حجز هذه المرة. اتصيد مقعدأ فرديا وافتح كتابي وكأنه ايقونتي ضد صاحب المقعد الأصلي. رغم تأخر القطار عشرون دقيقة كاملة عن موعد قيامه الا انه ايقونتي تحميني على ما يبدو ولا ينازعني في المقعد احد. أشتقت للطريق الزراعي واتمعن فيه الأن. ألبس نظارتي التي لا تغادر بيتها كثيرا واحاول النظر داخل البيوت. تبهرني التفاصيل عبر النوافذ. دائما ما اجد شيء مثيرا في بيوت الأخرين. اختيراتهم المختلفة، ما يلبسون داخل بيوتهم، ما يفعلونهم وهم وحدهم. أتأمل في حبل غسيل كل ما عليه أسود اللون. في صورة عروس معلقة على حائط، في لوحات رديئة وبوسترات مختلفة على حوائط غرف نوم الأبناء. لا أمارس هوايتي تلك في التلصص الا عبر وسائل مواصلات فلا أكسب سوا لمحات شديدة السرعة تترك الكثير لخيالي. ربما لهذا السبب فأن اكثر ما احب من ما يمر عليا عبر نافذة القطار هو الريف ليلا. ضؤ بيوت خارجي وأبواب ونوافذ مقفلة. حبال غسيل او بواقي جلسات صباحية أمام البيوت وغير هذا لا شيء. القليل جدا من التفاصيل، أقل القليل مما يساعد خيالي على أكمال الصورة كما يحب. اليوم بالذات أصبح انا طرفا في الصورة. أتحول الى نداهة او جنية. أنادي ليلا قرب الترع على مخاوفي. أغريها بالأقتراب ثم اغرقها في الترعة. انادي على من أذاني ومن أهملني. انادي على مشاعر كالعنصرية والغيرة والوحدة وعدم الأمان. اغريهم بالأقتراب من المياه الفضية ثم أسحبهم الى الأعماق واقف فوق رأسهم. لأول مرة لا اشعر بالخوف ليلا
عندما يصل القطار أجد ما احب كما أحب. نفس المشاريع المشتركة. نفس الممازحات. نفس القلق واقتاسمه. نفس المغامرة الصغيرة المتكررة. المخبئ الحميم. تهاجمني مشاعر سلبية مهينة لا أعلم لها سببا قويا وأحاول بالتالي ان اتخلص منها بالسخرية منها ومن نفسي. أرحل سريعا هذه المرة. أسرع مما اريد بكثير فأرتبك بشكل يجعل رحيلي وربما وجودي مزعجا. أضطر للكتابة رغم وعدي لنفسي بالصمت، فقد اشتقت لسماع صدى الصوت. أشتقت لمكان اسكب فيه قلقي ويسمعني فيه اخرون عبر حجاب ولو شفاف. اعترف اني لا زلت اشعر احيانا بالحزن وبالقلق وبالغضب ولكني لم اعد اشعر بالوحدة كثيرا. حتى عندما ادير ظهري واغمض عيني ويتلاشى العالم من حولي فأنا في أمان لأن شخصا محددا في الجوار