في الأنتظار
أجلس امام كبري ستانلي تتلبسني حالة ونس حقيقي. هدوء داخلي أفتقده في أغلب الأحيان. السماء تحيطني- لا مجاز في الأمر فأنفجار الألوان الذي يخلفه سقوط الشمس في البحر يصبغ العالم على يميني ويساري كما يصبغ الأفق من أمامي. على وجهي ابتسامة الاحظها بعد حين. أجزم دون أن اتفحصها في المرأة أنها ابتسامة الرضى التي قيل لي انها تزورني في أحوال نادرة فتهدي الفرح لمن يكتثر لأمري
على معصمي الأيسر تذكران أحدهما أصبح ملكي والأخر أستعيره كلما أتيت. اليوم يبدو انه- بفضل داء النسيان- سيرافقني لفترة طويلة
في أيام كهذه اصالح العالم. أصالح المقهى القديم فاعود له دون شوق زائد ودون ضيق أيضا
في الطريق تذكرني الشوارع الهابطة والصاعدة بشوارع بيروت ولا تكاد الخاطرة تكتمل في ذهني حتى تفاجئني صورة حسن نصر الله على باب دكان لبيع الأدوات الكهربائية. ينال مني السيد حسن ضحكة ألفة لم امنحها له من قبل
الأسكندرية وبيروت.. بيتا روحي. بينهما عشرات المتشابهات ولدي عشرات الأسباب لأحب كل منهما على حدا
أتيت اليوم بأحساس جديد علي. لساعة من الزمن أسغنيت عن مكالمة التليفون التي تعلن وصولي وشربت قهوتي أنا وكتابي وحدنا أمام بحر. يبدو أنني- برغم الأسالة المؤلمة والأجابات التي تذبحني ورغم تمسكي بكل هذا الألم لثقتي في روعة المقابل- قد بدأت أستعيد حبي لنفسي
<< Home