Name:
Location: Egypt

Totally lost in the Mediterranean


Thursday, April 26, 2007

راجلنا

أصل الى صالة العرض مبكرة. أجلس بجوار الباب ليراني عندما يأتي وأدعي امام نفسي ان المشاهدة من أخر القاعة اكثر امتاعا. بالأمس كان توتري يعلوا بسببها وكان توتره يعلوا لأرتباكه العام. أنتابتني نوبة عقل مفاجئة ونادرة وقلت له "انا وانت على درجة عالية من التوتر فلتتوقف المكالمات الأن ولنهدئ. أراك غدا. انتبه لنفسك وأستمتع بالمبارة". أخبئ هاتفي في أحد الغرف الداخلية حتى لا انقض انا اقتراحي واتصل. عندما أحس بالنعاس أصارع نفسي كي لا انقض الأتفاق بمكالمة بونا نوتي الليلة المعتادة. ينقذني هو من الصراع ويتصل لنتشارك في الضحك كالعادة. هذه الضحكات المشتركة هي ما يجعلني قادرة على الأنتظار. أتذكر كل ذلك أو بالأصح لا انساه من الأساس. وتبقى هي في الخلفية كشيئ مر في لحظة التصوير فأفسد الصورة. بعدي بدقائق تدخل فتاة أتصور فورا انها هي. لا دليل لدي سوا أشتراكهم في غطاء الشعر. أنظر اليها طويلا فألفت نظرها ولا يترك حريقي الداخلي مكانا للأدعاء. سأحرقها بنظراتي حتى أقرأ ما يدور في بالها. تجلس أمامي والى يساري فتظل في مجال نظري. أحاول في الظلام ان أحكم على مظهرها. لا استطيع تبين ان كانت تلبس بنطلون تحت التنورة او ان كان ما أراه جزء من حذائها. عندما أنتبهت انها تنظر ورائها كلما فتح الباب شعرت بالشماتة. لن يأتي الأن يا صغيرة. لقد اتصل بيا انا فور استيقاظه وقال لي أنا متى سيأتي وبأي وسيلة عندما أراد الأستفسار عن جدول العرض أتصل بيا انا وعندما رتب لعودته كان ذلك بالأتفاق معي انا وبشرط ان اصحبه في الرحلة. ان كنت تنتظرينه الأن فهو لم يتصل بك بالضرورة. أرد على نفسي فورا بأني ايضا لا أستطيع منع نفسي من النظر خلفي كلما فتح الباب. يبدو ان نظراتي لها أصابتها بتوتر فنهضت لتغادر القاعة. يدخل الصوتان المعتادان داخل رأسي في صراع
أركضي فورا خلفها. لقد اتصل بها وهي خارجة للقائه او لأتمام المكالة
توقفي عن حماقاتك انت لست متأكده من انها هي كما انك تعرفين انه لازل على بعد أكثر من ساعتان عن مكان العرض
تنتصر الحماقة بالطبع فأركض الى المخرج الذي رأيتها تتجه اليه في جانب المسرح ولم أكن قد انتبت له من قبل رغم تكرار زياراتي لهذا المسرح. أصعد الدرجتان المائلاتان لأفاجئ بدرج عالي خلف الحائط بنهايته باب. اصعد الدرج أدخل عبر الباب الي الغرفة التي تحوي عادة ألات العرض السينمائية. الغرفة خالية الا من جهاز صوتي. أقف لثواني ورأسي خالي تمام من اي افكار ثم ألاحظ بابا أخر الي يساري. احاول فتحه فأفشل. تنتابني نوبة رعب قصيرة الأجل جدا احاول خلالها فتح الباب بهيستيريا وأفشل في كل المحاولات. يتحول رعبي الى توتر ثم يتحول بدوره في ثواني الى ضحكة وشعور طفولي اني في منطقة محرمة. أتذكر كل الأفلام التي شاهدتها والتي تحوي مشاهد في غرف مماثلة. من سينما براديزيو الى افلام الرعب الأمريكية. أستعيد المنطق والعقل لثواني كانت كافية ان اخرج من الغرفة وأعود الى قاعة العرض ومنها الى القاعة الخارجية حيث تجلس هي بهدؤ قاتل تقرأ في أوراقها. ألعنها مرة اخرى بنظراتي وانتظر بدأ المكالمة المتوهمة بينهم. بعد ثواني اخرى أستعيد عقلي واقرر العودة الى قاعة العرض ولكن جنوني قد أفسد عليا متعة العرض فاقرر الخروج مرة اخرى الى القاعة الخارجية لأشتري المهدئات المعتادة: قهوة وشوكلاتة. كانت اقرب الى باب القاعة هذه المرة فنالت مني نظرة لعنة مختلطة بالضجر. حملت مهدئاتي وجلست على أريكة بعيدة عنها وأدرت ظهري لها.