عن الجنوب ورجل لن ادفنه في الكتب.
استقبل رسالة من هلال عن زين الذي سحقته القذائف الأسرائيلية تحت انقاض بيته وهو يمسك يد امه. كان هناك ألاف من أمثال زين ومع ذلك كانت السيارات العائدة الى الجنوب منذ الصباح اليوم متتالية تشكل شريطا واحدا طويل. لم اتصل بملاك التي اعلم انها لو لم يكن هناك مانع شديد القوة فستكون في احد هذه السيارات.
هل انتصرنا؟ لا أعلم حقا. كل ما اعلمه هو ان خسائر أسرائيل اكبر مما توقعوا وهذا دائما جيد
أعلم ان هناك اماكن في بيروت لم تقصف وان بيتي مازال واقفا. ستعود الصنائع حديقة وربما ادخلها في يوما ما لألعب كرة مع الصغير وربما لن احبها في نهاية الأمر .
انا هنا بجوار بحر ما كما احب. اسبح، انام في اوقات غير منتظمة، تتم دعوتي على عشائات فاخرة احب ان لا اعتاد عليها ولكن بالي معهم ومعك. مع غضبك ويأسك وأملك في ما تصنع ودهشتك من خذلان الأخرين. أحن الى كتفك قرب الفجر. الى قهوة اعددتها لي بنفسك وكنت متألمة اكثر من ان استمتع بها. لصوتك مصحوب بتعابير وجهك. لصمتك حين لا يرميني للاحتمالات. ليدك عندما اعبر الشارع
وعندما اغضب وعندما احزن وعندما أضم قبضتي وأخبئها في كفك
لم أكن احتاج لأكثر مما عرفت لأدرك روعتك ولكني اعلم عنهم بالصدفة تفاهة جديدة كل يوم فيزيد بريقك بالمقارنة. أصدقائنا يا عزيزي تافهين، حاقدين، مزيفين في مشاعرهم. لا يعرفوك ولا يعرفوا غير نوع واحد من العلاقات الأنسانية يهدرون حياتهم البائسة بحثا عنها ثما يفشلون حتى فيها. تغامزهم عليك يصلك ويصلني من ألف جهة. لا تعد ذلك يزعجك فسيبقى الأخرين عاجزين عن الوصول الى روعة ما نملك حتى وأن تألمنا كثيرا بالمقابل. فمثلما مشاعرهم تافهة فألمهم ايضا سطحي. نحن نملك ما لن يملكوا ولن يفهموا فأنظر اليهم كما يستحقوا ان ينظر اليهم، مساكين لم يختبروا الحياة في كامل عنفوانها. اما انا وانت فنبقى أمرأة حرة وصديق وفي
<< Home