Name:
Location: Egypt

Totally lost in the Mediterranean


Sunday, May 28, 2006

من قلبي سلام لبيروت

أكتشفت منذ ايام مدونة مرفت وهي على ما يبدو لبنانية مقيمة في نيو يورك. لم اقراء المدونة بأكملها ولكن لفت
نظري فيها تدوينة عن ما تتذكره او تحن اليه في لبنان. فاجئتني بذكريات احملها انا الأخرى وان اختلفت التفاصيل
انا ايضا اذكر رائحة البحر في عين المريسة. واعشق السمك في جبيل. جبيل تحديدا رغم طول الساحل. أدلدل قدمي في مياه المينا مع سينثيا وديمتري ثم نتعشى سمك عند ببي عبد. سهرة في بيت اهل سينثيا في بحنس يقرأ فيها فادي أشعار محمود درويش من الذاكرة. "تفخيدة" في بيت ديمتري على الأرئك الجلدية. فنجان اسبريسو عند المأسوف على شبابه المودكا. ليموناضة في الطريق الى المنزل القديم
المنزل القديم برائحته التي تهاجمني احيانا بلا مقدمات فيتجسد عندي الحنين كائنا يكاد يكون ملموسا. ضجة البيت والضيوف الدائمين. البيانو وصور ابناء فارس عليه. البلكون الكبير الذي كان جدي ابو صالح ينام فيه في ليالي الصيف. لم يفلح احدا في اقناعه انه تكيف الهواء كفيل بترطيب الجو. جدي ابو صالح هو جد ابي ولكني أعتدت ان اطلق على اقارب ابي نفس الألقاب التي يستخدمها هو في مخاطبتهم. بالتالي فأن خالي صالح هو خال ابي. خالي صالح ايضا من ذكريات بيروت، من رائحة بيروت. زوجته انتي نادية الأنيقة جدا كما عمتي التي تحمل نفس الأسم. تجلسان لتشربان القهوة بأناقة أجتهد عبثا للتشبه بها
احن ايضا الى ابو ايلي. يصنع لي اطيب ساندويتشات سجق على الأطلاق ويتحدث بلا ملل عن زوجته التي "اخدها خطيفة" تروادني فكرة شريرة ان ام ايلي من صنع خياله
شارع جان دارك. لا أدري لما احبه ولكنه أيضا بالنسبة لي، يحمل رائحة بيروت. قرب اخره بائع ورد يضع الورد في سلال معدنية. اشتريت منه اجمل باقة لجدتي وأكتشفت اني اجيد تنسيق الزهور
سودا نية وكبة نية وفراكة من عند ابو حسن, وانا وسينثيا وزينة نستمتع بأستنكار اصدقائنا المصريين وصيحات باسل "انا عايز حاجة واحدة بس تكون شمت النار". ملصقات الفاعليات السياسية في شارع بليس. هاوس اون مارس في شارع عبد العزيز ومارك اللطيف جدا الذي يذكرني كلما غبت وعدت. يوسف في شارع جان دارك مرة اخرى, صاحب المحل المفضل لدي لشراء اسطوانات الموسيقى ومشكلتي الوحيدة معه اني لا اذكر اسمه ابدا. اول المطر في ايلول واختي تضع منشفة على رأسها وتصرخ بطلباتنا للعاملين بالسناك المقابل للمنزل. ساندويشة سجق مع كبيس وساندويشة بطاطا مع كول سلو وبندورة، مستلزمات فيلم السهرة
الشهور الثمانية الأخيرة من حياة ابي. تلك الفترة الفريدة المجتزئة من السياق التي احسست فيها ان لي اب. كان لابد من تلك الفترة حتى يكون لغيابه كل هذا الوقع. ابي وفنجان القهوة وعلبة البرازق وعمو ابو فادي. لا مجال للغربة ولا لليتم مع وجود عمو ابو فادي. الرحلات الي زحلة والشجار في الطريق لأننا نرفض التوقف عند ضيعة قريبة بها بعض الأقارب. العودة من حاصبيا وتحايل عمي على الصبي الذي يدير مطعما صغيرا على جدول لملئ علبة الببسي بالويسكي الذي يحمله معه. العرق البيتي الذي يخصني البائع به كرمال عمي. وان عمي يملئ البراد بالبيرة السوداء في ثاني نهار لوصولي دوما
اعذوروني فهذه تدوينة مشوشة بالحنين. الكثير جدا من الحنين. والكثير جدا ينقصها ولكني قررت التوقف هنا. لأسباب كثيرة تخطلت مشاعري اليوم . فقد نلت قدرا من المحبة بالأمس يكفيني عمرا. والمحبة الغامرة دائما ما تدفعني لأستدعاء كل ما احب وافتقد