كرسيان متقابلان
لسنوات طويلة
كان يهجره النوم في السادسة صابحا
فيقومم ليطارده فوق التلات
وأسطح العمارات المجاورة
يستسلم للشرفة
لكوب الشاي النقي
لأول سيجارة سيمتص رحيقها
للجريدة التي لم يجف حبرها
للشارع الخالي من الذكريات
كل شيء لامع
ليس هناك أتربة على الإفريز
ليس هناك من يأتي بعده
ليطعم أسراب النمل
كانت أمه ماتت
وبقي هو يتتبع اثارها
في هواء الصباح الباكر
في حنان الشاي
في قطعة البسكويت
التي تدفعها دفعا الى فمه
فينفرط جزء منها على الأرض
في حواراتهم الهادئة
كرسيان متقابلان
لا مفر من الحب
حتى لو كان احدهما فارغا
حتى ولو كان احدهما أعزب في الستين
وعندما تصل الشمس الى حافة الإفريز
ويتبدل الهواء الأمومي
وتنكشف تلك الطبقة الحزينة من الغبار
عندها يقف في مصب أحزان صباحية
لا تُقاوم بالحنين
للشاعر علاء خالد من ديوان كرسيان متقابلان
<< Home