Name:
Location: Egypt

Totally lost in the Mediterranean


Monday, May 01, 2006

عن التي لا زالت تنتظر


دعني أحكي لك عنها. كانت طفلة منبوذة الى ان اصبح لها حبيب. وكي لا تعتاد المحبة ركب حبيبها ذات مساء دراجة بخارية وصعد بها الى السماء كأسطورة او نبي. بعد سنين من الوحدة وجدت حبيبا اخر ولكنه بعد فترة طلب منها قص ضفيرتها وترك لعبتها والجلوس على أريكة كسيدة محترمة بساقيين مضمومتين وكلمات محسوبة ولأنها لا تعرف صورتها في المرأة الا بضفيرة ولعبة في يدها فقدت نفسها لفترة ثم ذهبت للبحث عنها فأنتهى بها الأمر وحيدة في محطة قطار

هناك في المحطة رأته. هو ايضا كان يبحث عن نفسه التي تركها في حقول زيتون بعيدة جدا. ذكرته لعبتها بلعب كثيرة تركها ورائه في الحقل فأشركته في لعبها وعلمها هو ألعاباوأغاني قديمة. ذات نهار ادرك انه مثقل بكسب العيش وبالمسؤليات وأنها ليست الا طفلة ضائعة قد تعطله عن مسيرته المحتومة فتركها وصعد الى القطار السريع المتجه الى مدن بعيدة. لوح بسرعة ان بأمكانها ان تتبعه ولكنها قرأت نظرة عينيه جيدا فعجزت عن القيام من على مقعدها الخشبي
كانت ترتجف من الوحدة والبرد عندما مر اخر يشبهها ويشبه كل من احبتهم. توقف امامها وقال ببساطة, هل تشاركيني اللعب. وافقت بسلاسة تخفي الرعب الذي اصبح يتملكها من الأخرين. من أن يطلب منها احد ان تقص ضفيرتها او ان يرحل هو لأن موعد القطار حان وهي في اخر الأمر ليست اكثر من طفلة وحيدة في محطة قطارات شبه مهجورة . لعبت معه قليلا ولكنه لاحظ انها تكاد تتجمد من البرد فدفأها بمعطفه واعارها سريره. مارست كل حماقة ممكنة حتى لا تعتاد على الراحة أو على اهتمام شخص ما قد يضجر منها بعد فترة. كان يركب القطار ويلوح لها بأنه سيعود ولكنها كانت قد تعلمت ان القطارات لا تمشي في دوائر وان من يركبها لا يعود. ولكنه عاد وعندما استقبلته كعابر غضب ولكنه فوجئ بأنها تحب كل الألعاب والأغاني التي يحبها وأدرك بحدس مدرب انها تخفي فرحتها بعودته فبقي معها في المحطة حتى اتى موعد قطاره. استمر الوضع هكذا لفترة وكان يعود في كل مرة ليزداد الكشف بينهما وتزداد المتشابهات. صحبها الى عالمه وبحنان بالغ ازال اكمامها الطويلة التي تخفي الندوب وأعاد فتح كل جروحها ونظفها بعناية ثم أقترح عليها ان تترك تلك الجروح لتجف في الشمس. في المرة الأخيرة قررت ان تحكي له كم يزداد احساسها بالوحدة كلما ركب القطار ورحل. استمع لها بأهتمام وبخوف من ان تدفعها وحدتها لحماقة التصميم على ركوب القطار معه. طمئنته انها لن تركب القطار بأي حالا من الأحوال لأن بيتها اصبح هو المحطة ولكنها لم تضيف كيف يخذلها ركوب القطار دائما وكيف انها عرفت اخيرا ان الراحة هي في الأيام الي يقضيانها يلعبان في محطتها وحدهما أو مع اخرين. عندما رحل أخر مرة رأيتها تنظر الى يديها. اليدان لا تكذبان وخطوط يديها تقول لها انها مهما تشبثت بالضفيرة واللعبة لن تستطيع مراوغة الزمن. قطاره لا يركبه من يضيء كل هذا الشعر الأبيض ضفيرتهم. أما هي فمرهقة ومتشبثة بمكانها في المحطة تنتظرمن سيقيم معها على مقعدها الخشبي شرط ان يمنحها حضنا دائما وأن يعلم انها دوما بأنتظار فتى يأتي بالقطار كل حين ليتشاركا في اللعب والهموم ثم يرحل