Name:
Location: Egypt

Totally lost in the Mediterranean


Saturday, April 01, 2006

عن ثلاثة وجوه تقتلني

تذكرني رغم مرور سنتين على اخر لقاء لنا. الحقيقة اننا لم نلتقي الا مرتين على اقصى تقدير. كنت خارجة من النادي اليوناني مع صديقين وقررنا بالصدفة البحتة الجلوس على مقهى بالأبراهيمية. طلبنا شاي وأكملنا ضحكنا الذي كان كثيرا جدا هذه الليلة. أقترب مننا بثبات رغم سكره الواضح وحياني باسم قريب من أسمي. كنت متأكدة ان لا خطء في الموضوع وانه يقصدني انا ولكني نظرت اليه في صمت. أعاد الأسم وألحقه باسم المنظمة التي كنت اعمل بها. قلت له اني انا فعلا ولكني تركت المنظمة منذ سنتين. طلب مني جنيه فأعطيته عشرة تكفيرا عن احساس لن يفارقني بالذنب اتجاهه هو وأمثاله. نظر الى النقود بذهول وقال لي أحد الصديقين فيما بعد انه على ما يبدو فكر في أعادتها لي. اقترب عامل المقهى ليطرده فقلت له "انا اعمل معهم" ونصحته بالذهاب للكنيسة فأنصرف. بعد دقائق عاد مرة اخرى. كلامه يفتقد للترتيب تماما ولهجته يزيدها السكرصعوبة. حاول تذكيري بأنه كان طالب في جامعة الزقازيق وان الدكتور سلطان ابو علي أمطره باهانات عنصرية. تكلم عن سخافة التفريق على اساس اللون والدين وعن المنظمة التي يقع مقرها في شارع الفلاح في المهندسين (هكذا اشار اليها دون ان ينطق اسمها وكأن هذه هي وسيلته الوحيدة للأحتجاج فهو يذكر جيدا في الغالب أن أقرانه عندما حاولوا الأحتجاج على نفس الأوضاع قتلهم الامن المصري بمباركة أغلب الشارع ) وكيف انهم احالوه للمنظمة التي كنت أعمل بها. حاول ان يستفهم مني عن سبب أقفال ملفه فأجبت مرة اخرى اني تركت المنظمة منذ سنتين. لم يكن بأستطاعتي ان أقول له ما قلته للصديقين لاحقا, انهم كانوا مجرد كروت لعب في مباراة سياسية وأنه بما انه الحاجة لهم قد انتفت فقد تحولوا الى حشرات مزعجة وسيتم التعامل معهم على هذا الأساس. قبل ان يرحل مرة اخرى قال لنا انه "خرمان سجاير" فأجبته اننا ننتظر ان يفتح اي كشك سجاير ولكنه لم يصدق وينصرف الا عندما ابرزت له علبة السجائر الفارغة. في طريقي الى محطة القطار ثرثرت كثيرا لأني لم اجد ما اقوله
_______________________________________________________
هاي, هكذا ابادرك في التليفون عادة
مستهترة! تقولها مازحا احيانا وجادا احيانا وغاضبا اغلب الأحيان. انت تعرف اكثر من غيرك عبث الكلامات فلماذا لم تدرك أني اداري خلفها كل خوفي وقلقي من قوة مشاعري. اداري اندهاشي من صداقتنا. تغضب عندما تتصور اني تبادلت تلميحات مبهمة مع صديق اخر امامك. اشرح لك اني لم اتعمد اقصائك من الحديث وامسك يدك خائفة من ان تبتعد ثائرا فتنظر الى يدانا بغضب يجرحني ولكنك لن تسحب يدك. قلت لك من قبل ان بأمكانك اخراج كل ثورتك المكبوتة امامي وأني سأحتمل ان كان ذلك يريحك ولكن عندما تأتي ثورتك نتيجة تفسير خاطئ لتصرفاتي ينتابني رعب حقيقي. غريب امري معك. انتقل بين أقصى حالات الراحة وأقصى حالات الخوف. ثم ابتعد وأجلس لأكتب وأفكر هنا في ركني هذا فاراك مثلي تخاف من البعد بعد كل هذا التقارب. تطلب مني اقتحامك اكثر بينما انا أطرق بابك برفق لأحافظ على خصوصية مساحتك التي كنت اتصور انك تقدسها. محملان بالكثير انا وانت
_____________________________________________________________

الأمر كله وليد خيالي اذن. جرحتني الكلمة لاني اعرف انك كاذب وانت ايضا تعرف ذلك. وقد تعطفت وسمحت لي بما اكتب على اعتبار انه ابداع والخيال في الأبداع مسموح به. سأبدع واتخيل أذا واقول اني كنت وحي بعض قصائدك. وسأبدع وأتخيل واجمعها واحتفظ بها ولكن لا تخاف لن انشرها هنا. سأفرح ببعضها واحزن بالبعض الأخر وأمارس اقصى خيالي واتصور علاقة من طرف واحد هو طرفي انا بالطبع. انت بريء حتى مما اتهمت نفسك به من قبل. هل تذكر؟ عندما قلت انك اخطأت بأن كنت وصنعت كل ما احب. أخطأت بأن شاركتني كل ما احب. ولكنك بعدها لو تذكر علمتني صنوفا من الموسيقى وعلمتني كيف يوزن الشعر ثم سمحت لي بالدخول الى مساحاتك الخاصة. هل تذكر؟ كنا اصدقاء. لما اطرح انا السؤال مع ان أجابته كانت يقينا بداخلي. كنت اعرف اني اذا طرحت عليك السؤال فسيكون انتحارا. عندما ساد صمتك وابتعدت ثم عدت كعادتك طلبت مني الا ابحث عنك اذا ابتعدت مرة اخرى والا اسأل الأصدقاء عنك وقلت لك يومها اني لم افعل و لن افعل ذلك. ولم اكمل اني سأنتظر بصمت ان تعود. ابديت انت امتنانك عندما قلت لك اني شخص مختلف وان علاقتنا مختلفة هل تذكر ام انك ستختار ان تتعامل مع كل ما اقول هنا على انه خيال وابداع. انا ابدع اذا من وجهة نظرك؟ اشكرك فأنت تعرف انك ايضا مبدع من وجهة نظري. هل تذكر كيف كان يستفزك اعجابي بكتاباتك كنت تخشى "ان يتذاكى الناس ويحللوا" فيعرفوا. ما الذي كنت تخشى ان يعرفوه؟ لا أدري حقيقة لما اكتب كل هذا الأن. لقد اصبحت انت بعيدا جدا. ابعد حتى مما كنت من قبل وأنا توقفت عن انتظار عودتك