Name:
Location: Egypt

Totally lost in the Mediterranean


Monday, March 06, 2006

مقاطع عن الصداقة مقتطعة من قصيدة حب

أي تشابه بين اشخاص هذا النص أو أحداثه وبين اي أشخاص او احداث حقيقية مر من خلال فلتر عيني ونفسي لذا فهو محض صدفة
__________________________

نصحها بالنوم في طريق العودة. قال لها ان النوم أفضل وسيلة تختتم بها أيامها الأجمل. "نامي قليلا لتضعي خاتمة لليوم ثم أكمليه وكأنك تبدأي أخر".

تعلم انها تركته ببعضا من توترها. لم تكون خاتمة اليوم بجمال بدايته. أفسده القلق المستمر والخوف والتفسير وأعادة التفسير. أفسدته الأسألة التي تصمم على مراجعة الاجابات.

في يومها الأول مارست كل طقوس المتعة الخاصة بها. مبارة دومينو أستعرضت خلالها حرفيتها حتى ولو لم تربحها. تمشية في شوارع الأسكندرية الخالية تقريبا من الناس في ذلك الوقت. ثم سهرة حتى الصباح في مقهى لن تجلس فيه الا فجرا. في طريق العودة الى المنزل تضحك على ندائات القواد لها ورفيقيها من امام باب الفندق الرخيص. لا يعلم أمثاله ان رجلان وأمرأة قد يتواجدان معا قرب الفجر دون ان يكون هدفهم بالضرورة غرفة مغلقة. هل سيفهم أمثاله ان رجلا وأمرأة في غرفة مغلقة قرب الفجر قد لا يكون لهما غرض ايضا غير الصحبة؟ لا أمثاله ولا حتى من هم أكثر "احتراما" منه يستوعبون ذلك.

العلاقات احينا مثل كرة خيوط كانت تلعب بها قطة. عليك لفكها واعادة صياغتها ان تستعين بأخر يمسك معك الخيوط. ولكن اين لك بأخر لم تكن له يد في ما وصلت له الكرة. لا يمكن لمن تسبب في تشابك الخيوط ان يساعدك على فكها أغلب الوقت. تتعب من محاولة فك الخيوط فتنام على كتفه. يتعب من محاولة فك الخيوط فينام على الحديد البارد لنافذة القطار. تكوم شالها كوسادة تحت رأسه. تتعقد الخيوط اكتر.

"والنوم, مين بينام غير الولاد. بيغفوا وبيروحوا وبيلملموا أعياد"
يناما كطفلين بيلملموا أعياد.
وبيسهرا بلا خوف من أن "ينقص العمر نهار".
على مقهى أخر مع رفيقين اخران يرسم واحد ويكتب الأخر وهي بين النوم والصحيان تشرب فنجان قهوتها السادس ونهار يوم اخر على وشك الظهور. لم تكن تدري أن النهار الذي بدأ أسؤ بداية بتاخر صديقها لساعات عن موعده كان يحمل لها الراحة اخيرا. أفاقت غاضبة واشتعل غضبها اكثر بتأخر الصديق. في غضبها عادة ما تنبذ كل ما تحب. نبذت البحر والمقهى المطل عليه. نبذت زجاجة البيرة في أيليت بعد ما انتصف النهار ونبذت الأسبريسو على الواقف في البن البرازيلي. نبذت فكرة الذهاب الى السينما واستسلمت بدل من ذلك كله لدقات يديها بعنف على الكيبورد في الدور الثاني من السيابر المحروم من النوافذ والضوء الطبيعي. قررت ممارسة اقسى حالات العنف مع نفسها وازالة كل الأسماء التي تتعذب بها او كانت في يوما ما تتعذب بها من على المسنجر. أصدقاء خانوا صداقتها وأحبة اغلقوا نوافذهم في وجهها. أخبرته هو فقط بقرارها هذا. كان لابد لعلاقتها به من خاتمة غير الصمت الذي اختاره. دخلت لتخبره انها تودعه وتصورت أول الأمر ان رفضه للفكرة مجرد مجاملة. هل تفاجئت برده؟ هل ذهلت حقا انه اختار البعد لأنه عانى ربما بعض ما عانت هي أيضا. وانه احتاج الى ترتيب البيت من الداخل بعد ما ساهمت هي في أظهار كم يحتاج لترتيب؟ هل أرضى غرورها ان ما كانت تداريه كان هو ايضا يداريه وانها لم تكن ابدا مجرد مرور عابر؟

اختار العالم كله ان يتصالح معها في ذلك اليوم لأنها لم تعد بحاجة لأن تستجدي تصالحه معها. نبذت العالم فأختار العالم ان يستجدي رضاها. الكون بالأكمل على ما يبدو وليس الناس فقط يمارسون مراوغة الأستغناء والحاجة. أستغنت عن العالم فسلم العالم بحاجته لها.

أرادت ان تحكي لي عن من افسدت بعضا من يومه ولكنها لم تقدر. مشاعرها مبهمة ودافئة وجميلة ومشاعره تبدو كذلك ايضا. متى طلبا تفسيرا لها افسداها ومتى استسلما لها كما هي سقط احدهما او كلاهما في مأزق التفسير المنفرد والأنتظار والتوقع. متى ناقشاها وصلا لتفاهم سرعان ما يفسده محاولتها للتحديد اكثر والتفكير أكثر وتفادي ألم جديد. قالت أكثر من مرة انها أصبحت كمصاب الحروق, تخشى اي لمسة ولو حانية. علمت انها في طريقها للشفاء عندما تمكنت في أخر اليوم من مصارحته بأنها وحدها تماما وان الأهل لا يبدوا تعاطفا معها ولا لدى الأصدقاء وقت لسماعها وان عليها تحمل تبعات اختيارها وحيدة, بما في ذلك ان الجميع سيجعل الأختيار أصعب. سمعها وأكتفى بأخبارها انها على حق في الأختيار وفي توقع صعوبته. شعرت لحظتها بتعكزها عليه وتمنت ان يستسلم لما يريد هو ويتعكز عليها أيضا. لعنت نفسها على التسائلات التي كادت ان تفسد الرفقة. لعنت المسافات وما فعلته الندوب المتكررة بهما. وضحكت على عدم قدرتها على التواصل بهذا الشكل الا مع من عانى مثل ندوبهم. اتفقا على ان حياتهم بالتأكيد امتع من الحياة النمطية ثم اتفقا أيضا على تمني لحظات نمطية حيث كل شيء مستقر ومفهوم.
عندما رحلت لم تكن سعيدة. ولكنها استسلمت لنصيحته ونامت في طريق العودة. عندما افاقت لم يكن النوم علامة فصل بين يوم ويوم فقط ولكنه أصبح غربال لكل أشكال سؤ التفاهم التي رافقتهما. بقي لها فقط ذكرى الرفقة وانتظارها مرة أخرى.