Alexandria-Beirut

Name:
Location: Egypt

Totally lost in the Mediterranean


Wednesday, August 30, 2006

ثلاث اصدقاء قدامى

في عامي الاول في الجامعة تعرفت على فرجينيا وولف. بالنسبة لفتاة قضت اغلب عمرها ضيفة في بيوت الأخرين كان لكتابها غرفة تخص المرء وحده تأثير السحر عليّ. فكرة في غاية البساطة، لكي تكتب يجب ان يكون لديك غرفة خاصة ودخل مستقل
قنسطنطين كفافي. اللامنتمي الأجمل. فمع عشقه لليونان الا انه عاد منها في اخر الأمر لمكان مولده في الأسكندرية. لم يستطيع بحق الأنتماء لمكان من الأثنين. هل لهذا كانت قصيدته الاشهر هي المدينة. المدينة التي سيطاردك فشلك فيها الى نهاية الارض والتي سترحل عنها لتصحبك لعنتها فتعود وتعلن انك اذا كنت قد خربت حياتك فيها فهي خراب اينما كنت في الوجودكان من المهم ان يوجد في العالم اشخاص مثل نيرودا لتعلم ان الالتزام السياسي لا يعني فن اقل جمالا. نيرودا صديق أليندي ونصيره ظل شاعرا خالصا. لم يتفوق عليه احد في وصف العري بكل هذه الشفافية. أملك له ديوانا كاملا عن الطيور ولكني فشلت في العثور -لحسن الحظ- على قصيدة سياسية واحدة من تأليف الكاتب الذي أرعب الديكتاتورية في التشيلي حتى بعد موته

Tuesday, August 15, 2006

عن الجنوب ورجل لن ادفنه في الكتب.

استقبل رسالة من هلال عن زين الذي سحقته القذائف الأسرائيلية تحت انقاض بيته وهو يمسك يد امه. كان هناك ألاف من أمثال زين ومع ذلك كانت السيارات العائدة الى الجنوب منذ الصباح اليوم متتالية تشكل شريطا واحدا طويل. لم اتصل بملاك التي اعلم انها لو لم يكن هناك مانع شديد القوة فستكون في احد هذه السيارات.

هل انتصرنا؟ لا أعلم حقا. كل ما اعلمه هو ان خسائر أسرائيل اكبر مما توقعوا وهذا دائما جيد
أعلم ان هناك اماكن في بيروت لم تقصف وان بيتي مازال واقفا. ستعود الصنائع حديقة وربما ادخلها في يوما ما لألعب كرة مع الصغير وربما لن احبها في نهاية الأمر .

انا هنا بجوار بحر ما كما احب. اسبح، انام في اوقات غير منتظمة، تتم دعوتي على عشائات فاخرة احب ان لا اعتاد عليها ولكن بالي معهم ومعك. مع غضبك ويأسك وأملك في ما تصنع ودهشتك من خذلان الأخرين. أحن الى كتفك قرب الفجر. الى قهوة اعددتها لي بنفسك وكنت متألمة اكثر من ان استمتع بها. لصوتك مصحوب بتعابير وجهك. لصمتك حين لا يرميني للاحتمالات. ليدك عندما اعبر الشارع
وعندما اغضب وعندما احزن وعندما أضم قبضتي وأخبئها في كفك
لم أكن احتاج لأكثر مما عرفت لأدرك روعتك ولكني اعلم عنهم بالصدفة تفاهة جديدة كل يوم فيزيد بريقك بالمقارنة. أصدقائنا يا عزيزي تافهين، حاقدين، مزيفين في مشاعرهم. لا يعرفوك ولا يعرفوا غير نوع واحد من العلاقات الأنسانية يهدرون حياتهم البائسة بحثا عنها ثما يفشلون حتى فيها. تغامزهم عليك يصلك ويصلني من ألف جهة. لا تعد ذلك يزعجك فسيبقى الأخرين عاجزين عن الوصول الى روعة ما نملك حتى وأن تألمنا كثيرا بالمقابل. فمثلما مشاعرهم تافهة فألمهم ايضا سطحي. نحن نملك ما لن يملكوا ولن يفهموا فأنظر اليهم كما يستحقوا ان ينظر اليهم، مساكين لم يختبروا الحياة في كامل عنفوانها. اما انا وانت فنبقى أمرأة حرة وصديق وفي

Thursday, August 03, 2006

حمقاء تافهة تفكر في بيانو في بيروت

أخترت ان اصمت لأسباب عديدة وعندما قررت العودة للكلام عجزت. اليوم قضيت نهار بأكمله تقريبا امام شاشة التلفزيون ولا اعلم ان كان ذلك قد فك عقدة لساني. أسأل علي الصغير ان كان لازال يذكر لبنان فيقول نعم. ثم يطالب بمشاهدة قناة لبنان. بما اني كنت في تلك اللحظة أشاهد محطات لبنانية فعلا فقد حاولت اقناعه اننا نشاهد لبنان ولكنه بدأ بالصراخ مطالبا بمشاهدة قناة لبنان. أفهم بعد فترة انه يريد مشاهدة الجزيرة. وسط مشاهد الدمار يشير الى الشاشة قائلة انه استطاع رؤية "غرفة البي بي" كان هذا الاسم الذي اطلقناه على المقهى الأمريكي بشارع الحمرا
بلا سبب منطقي فان اول من خطر ببالي كانت رات. وبلا سبب منطقي ايضا لم ابعث لها بايميل يتضمن سلامي وعجزي. لم اتصل برنا وأهلها رغم احتوائهم لي بحنان فائض سابقا. لم أتصل بخالتي, اقرب الأقارب لقلبي. سألت عني ايف ففرحت جدا. انا هنا يا عزيزتي في أمان مخجل. أعلم ان حينا لم يقصف ولكني أسأل نفسي كثيرا ان كان بيتي لازال قائما. خرج هذا البيت من الحرب الأهلية قائما كما كان. هل سيظل معجز ويبقى واقفا؟ اتمسك في وسط هذا العبث بعبثي انا الخاص. اخاف ان وقع البيت ان افقد البيانو الذي انتظرت عمرا بأكمله ليصير لي انا وحدي. اعلم اني يجب ان اخجل من نفسي بعد ان فقد ألاف النازحين كل شيء وأنا أفكر في بيانو ولكني بدأت ألاحظ اني في الكوارث اركز على نقطة صغيرة غير ذات اهمية وانسى كل ما حولها. نقطتي الجديدة وبلدي يدمر هي البيانو. حماقاتي صامدة لا تتغير
أحببت حديقة الصنائع عندما مررت بجوارها ولكني لما ادخلها ابدا. عندما عرضت مسرحية في القاهرة بأسم حديقة الصنائع عرفت ان الحديقة كانت مسرحا لجريمة بشعة فبقيت احبها في خجل. منذ دقائق شاهدتها وقد اصبحت مخيما مفتوحا لللأجئين. يبدو اني سأكرهها قريبا
ملاك تركت بيتها في صور على مرارة ولجئت لدى اصدقاء في الشوف. اتمنى ان تتفجر مشاعري مثلما يحدث معها دائما ولكن مشاعري اشبه بالجمر, يحرق بصمت وبلا نيران