Alexandria-Beirut

Name:
Location: Egypt

Totally lost in the Mediterranean


Wednesday, February 22, 2006

ذكرى لحظة حرية


للحظات الجميلة خفة. قالت أروى (بقليل من الأستعار من كونديرا, كاتبها المفضل في السنين الأخيرة) في وصف لحظاتها الجميلة "ذكرى لحظة حرية.... خفة تكاد لا تحتمل لفرط جمالها."

تتراكم مثل هذه اللحظات الأن. لحظات حرية وخفة. لحظات أصف بعضها وأعجز أو أرفض وصف أخرى منها. تكمن خفتها في استحالة تكرارها. في فرديتها. لن تتكر الدهشة. لن تتكرر لحظات التوتر الأولى والتي تتحول ببطئ الى الراحة ثم السكينة ثم اطمئنان كامل ونادر. أن تعجز عن التنفس, يدق القلب بمعدل يفوق الطبيعي بكثير. لا تصدق ان بأمكانك الأستكانة الى هذه الدرجة ....ثم تستكين. تفعل ما كنت دائما تثق في عجزك عنه .. ان تستسلم للحظة

Wednesday, February 15, 2006

مزاج صباحي

استيقظ قبل الضؤ بقليل. في الموعد الذي انام فيه عادة
فيروز في روتانا.. أخيرا سبب لمشاهدة روتانا
التلفزيون في الصباح مثير للغثيان حتى لو كانت "الست فيروز" عليه. ادخل هنا حيث الأضائة مناسبة اكتر. احاول ان اختاراحساس محايد أكثر ولكان لا مهرب من فيروز في الصباح
احمل "لا أنت حبيبي ولا ربينا سوا" وأضع ماء القهوة على النار
أصبحت أشرب قهوة في صباحاتي الوحيدة بدلا من الشاي بالميرامية
يقول ش ان السبب هو الأكتفاء الذاتي اللعين الذي يجعلني أستعيض عن الرفقة بممارسة طقوسها وحدي
قد تكون محقا يا عزيزي وقد يكون السبب انه لا رفقة في هذا الوقت من اليوم في هذه المدينة اللعينة وان لا ميرامية في المطبخ ايضا
يكتبها العطارون المصريون "مريمية" فأكز على اسناني وانا مضطرة لنطق اسمها بشكل خاطئ (قال لي مثنى ان مريمية هو اسمها الصحيح بالعربي ولكني ما بحكي عربي يا خيي ان بحكي لهجة. اعذرني ولا بحياتها راح يكون اسمها مريمية بالنسبة الي)
(علي ان اتذكر ان اتحامل على نفسي اليوم وأطلب من العطار مريمية)
تصمت فيروز لحظة لتذكرني ان ماء القهوة قد جف للمرة الثانية
اطلب منها انتظاري قليلا وأصبر في المطبخ لحين غليان الماء مرة أخرى
اتذكر جدالي مع جمال حول توقيت وضع السكر في القهوة
يجزم جمال انه يستطيع تميز طعم القهوة التي وضع فيها سكر وهي لا تزال على النار
"لا يا جارة هيك بتصير قطر. مستحيل أشربها"
يناديني جمال, يا جارة. من سطح منزله في القرية التي انسى دائما السؤال عن اسمها يرى شجر مشمش قد يكون في حديقة ما كان في يوم من الأيام بيتي. لست متأكده ولا هو ايضا ولكني أستمتع بندائه "كيفك يا جارة"
انا في المنفى الرابع يا جار.
بخير
اشرب قهوتنا واسمع فيروز. في خزانتي زعتر وزيت زيتون وعلى أريكتي "تكايات" مطرزة وعلى حائط الممر الخريطة التي نحملها كحجاب
على رفوفي كتب لمحمود درويش وأدوارد سعيد
أقراء مدونة م لأتابع الوطن
ماذا؟ انا لبنانية ولست فلسطينية؟ حقا؟ يخطلت علي الأمر مرات. شرحت لك من قبل مشاكل الحدوديين مع عبث القومية الحديثة
فيروز تخرسني ب "يا طير الطاير عطراف الدني"
أسفة سيدتي فقد دخلت مرة اخرى في مهاترات تحديد هويتي
باقي يوم واحد على العودة الى الأسكندرية. هناك تنتفي عندي أسألة الهوية وأنتمي بسكينة للمطلق



Monday, February 13, 2006

مأزق

مأزق اللحظات الجميلة انها مؤقتة. البعض يتفادى الأنغماس التام فيها لأن وقع الصدمة عند نهايتها والعودة الى الحالة العادية والتي تكون في الأغلب بائسة تماما, كبير جدا. يشبه لطشة الهوا التي تسبب شلل الوجه المعروف بالعصب السابع. الأنغماس التام في اللحظات السعيدة المؤقتة مؤلم لأصحاب التعاسة الأكثر أستدامة
ولكن لأن التعاسة الحقيقية تأتي من حماقة التمسك بحقنا في حياة سعيدة.. مش أي عيشة وخلاص, فأن نفس هؤلاء التعساء هم الأكثر أنغماسا في لحظاتهم الرائعة. انهم أصحاب اللحظات السحرية الحقيقية
يرتكب هؤلاء حماقة اعتقاد انهم طرف في صنع تلك اللحظات... يستسلمون لاحساس وهمي بالشراكة مع الأخرين. ولأنهم أكثر الناس أحتياجا لتحديد موقعهم من كل ما ومن حولهم فهم أصحاب الضياع الأكثر استدامة ايضا
تحتاج لكلمة صريحة لا تحتمل أكثر من معنى تحدد موقعك وهي نادرا ما تأتي. النتيجة انهم كثيرا ما يتخلون عن أروع العلاقات لأنها غير محددة ويستسلمون للوحدة بل يطلبونها. الوحدة بقسوتها أرحم بكثير من علاقة غير محددة تكسبك اروع اللحظات وتعرضك للطشة تعاسة ممكن تجيب أجلك! يا رب أمنحني حماقة الأستسلام للحظات سعادة أكثر وأنقذني فأنا الأن على حافة العقل

Sunday, February 05, 2006

اكتفاء ذاتي

تضم كفها كأسطوانة وتحيطه بالكف الثاني ثم تنفخ فيهما. تلك هي الطريقة لأفضل لأكتساب الدفئ
في مبارة كرة القدم أمس رسمت علما مصريا على خدي الأيسر وتواجدت في الأستاد قبل المبارة بخمس ساعات ثم كدت أنتهي من رواية كاملة وأنا أنتظر. مهرجان الوطنيات الذي يسبق المباراة لا يعنيني. حتى ولو حاول العلم على خدي تكذيبي. كان مجرد محاولة فاشلة مني للأندماج مع الجماهير ولكني كالعادة فضلت ممارسة نعمة التوحد مع الذات وأغلاق النوافذ الخارجية. لم أعاود فتحها الا مع بدأ المبارة. حينها نجحت في أن أنفعل وأشتم أقفز في الهواء وأتبادل حديثا ما مع الأصدقاء
أحب, أصادق, أشتاق, أكره.... عادة يكون دور الطرف الأخر في مشاعري تلك ثانويا. عندما قال من أشتاق اليه حقا "وحشتيني" عجزت عن الرد. أرد هنا مرة أخرة بعد ردي المتأخر وهو قد يمر ليرى. دائرة خبيثة من الأكتفاء الذاتي نضطر لها حتى نعجزعن الأعتماد على الأخرين حين نريد
لا أحد يسمع الصرخة فأنت لا تنطقها. تبقيها في حلقك فالأختناق بها أرحم من كل ردود الفعل الممكنة من الأخرين
الأخرون هم الجحيم* .. كما أطوق لهذا الجحيم
فنجان قهوة مع صديق هو الفعل الأكمل. فنجان قهوة مع كتاب هو الفعل الأسلم
أختار السلامة
أشتاق لأروى
سأل الطبيب النفسي الغبي "هل كان بينكما علاقة شاذة" ... مسكين فعلا. لم يصدق أن مثلي يمكن ان يكون له مثل تلك الصداقات. أطمئن يا دكتورلقد أختارت الرحيل في الوقت الذي يبقيها أجمل
في "العزا" سألت قريبتها السخيفة أختها "وهو الأكتأب ده بيجي من أيه؟" من الأحساس يا عديمة الأحساس. من حب الحياة..... من أن نحيا لا أن نتواجد
هل أرحل أنا أيضا في نوبة حياة مفرطة. أقف في ليلة ما على أفريز شباك في الطابق الثاني عشر وأقفز فقط لأني لم أختبر الطيران بعد
أحب الرابعة فجرا
أتذكر العاشقان. "التاسعة قمرا". هكذا كان موعدهم. لم أفهم مغزى الكلمة وربما لم احبهم أيضا ولكنها أعجبتني فتذكرتها الأن
كنا جمعينا فاعلين في قصة حبهم ولو بأننا كنا شهودا عليها
ألهذا لم أحبهم. لأنهم تعمدوا أبقاء النوافذ مفتوحة وانا حاقدة لم أنجح أبدا في فتح نوافدي للعالم؟
لا أسرار عندي؟ هكذا يبدوا لك. أخاطبك انت الأن وانت تعرف من أنت. هل كان السر هو عدم حبك لي أم عجزك عن ان تحبني أم عبثية موقفنا التي منعتك من تصنيف مشاعرك
تكبر تكبر فمهما يكن من جفاك ستبقى في عيني ولحني ملاك**
وانا لا أحب الملائكة ولا أامن بهم
أفضل حساب حسناتي وسيئاتي بنفسي

عبارة لألبير كامو على ما أظن*
من أغنية لأميمة الخليل عن قصيدة لمحمود درويش على ما أظن**

Wednesday, February 01, 2006

ونحن نحب الحياة اذا ما أستطعنا أليها سبيلا

سعيدة رغم كل شيء. فرحانة من غير سبب أو يمكن بسبب مش مهم
أمبارح أستلفت سكيت بورد من عيل في النادي وقعدت أجري عليه وأقع بس مش مهم
والنهاردة لعبت بمكنة الفليبرز زي وانا صغيرة وصرفت فيها فلوس كتير بس برضه مش مهم
من لحظات كنت برقص لوحدي على غنا فرقة وسط البلد وهما بيقولوا "أه يا لاللي عالي اتغرب راح ولا قال لي" ".. أيه؟ الأغنية حزينة؟ بس رقصتني وهو ده المهم
النهاردة وانا داخلة النادي كان في بنت شبهي وانا في عمرها بتلعب باسكيت مع ولد شبه ولاد كتير كانوا أصحابي وانا في عمرهم. البنت والولد بيتبادلوا تصويب الكرة على السلة. كنت بعمل زيهم ويمكن أجيب كرة قريب وارجع أعمل زيهم؟.. لوحدي؟ اه لوحدي أيه المشكلة. مش حستنى حد خلاص علشان أفرح أو أعيش
في مشاريع وفي أحلام وفي فيلم أكيد حيتعمل وفي طفل صغير بيحبني قوي على ما أظن كنت بشيله فوق راسي أمبارح وهو متشعلق من أيديه في العقلة
في بحر في أسكندرية وفي بيتي في القاهرة وفي أصحاب شوية من الوقت
في قهوة ومتى وبيرة ونبيت
وفي كالاماري وبساريا وكريم كراميل
في أفلام في السينما وفي الشو تايم وفي المراكز الثقافية وفي بيوت الأصحاب
في مزيكا لوي أرمسترونج ومرسيديس سوسا وبيلي هوليداي والبيتلز وبوسا نوفا والسكوربيونز ومنير وفيروز ووجيه عزيز
في قلب معصور من ألم على كل الحاجات الي ما فضلتش زي ما هي وكل الأحلام الي ماتت بالسكتة وفرحان انه لسا حر وانه لسا بيعرف يرجع يحلم وانه بيستنى حاجات ببساطة منظر النيل وهو بيصب في البحر بترقب طفل
انه مستني سهرة بيتمشى فيها في شوارع أسكندرية كأنها أجازة في باريس
في كام حد ممكن يقرا ده ويقول أحنا عارفين انت موجوعة قد أيه وانك في الحقيقة بتكتبي ده وانت تقريبا بتعيطي. مش مهم
المهم انه في وسط احساس بالألم مش راضي يروح بعرف أفرح. واني لسا أبسط الحاجات بتجيب على بالي البيت ده
*ونحن نحب الحياة اذا ما أستطعنا اليها سبيلا
البيت من قصيدة لمحمود درويش*